ينشدهم قصيدته ، فواعدهم في (المسجد الجامع) فلمّا اجتمعوا صعد المنبر فأنشدهم قصيدته ، فوصله الناس من الخلع والمال بشيء كثير ، وسألوه أن يبيعهم الجبّة بألف دينار! فامتنع ، فقالوا : فشيء منها بألف دينار ، فأبى.
فلمّا سار عن قم وخرج من روستا البلد (قرى البلد) اجتمع بعض شباب العرب ولحقوا به وأخذوا منه الجبّة وعادوا بها إلى قم! فرجع دعبل إلى قم (والقافلة؟) وسألهم الجبّة وأمر المشايخُ الشبابَ بردّها فعصوا المشايخَ في أمرها وامتنعوا وقالوا له : لا سبيل لك إلى الجبّة ، فخذ ثمنها ألف دينار! فأبى ، ولما يئس من ردّهم الجبّة سألهم أن يعطوه منها ، فأعطوه بعضها ودفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار! فانصرف دعبل.
فلمّا وصل إلى منزله (ببغداد) وجد اللصوص قد أخذوا ما فيه! (ولعلّها في فتن بغداد) فباع المئة دينار الرضوية «للشيعة» كل دينار بمئة درهم (بخمسة أضعافها) فحصل في يده عشرة آلاف درهم ، فعندئذ ذكر قول الرضا له : «إنّك ستحتاج إليها».
ورمدت عينا جاريته فأدخل عليها أهل الطبّ فيئسوا من اليمنى ، ثمّ ذكر بقية الجبّة فعصّبها منها بعصابة ليلاً ، فأصبحت وعيناها أصح مما كانتا من قبل ببركة الرضا عليه السلام (١).
استقبال القميين لفاطمة اُخت الرضا :
اذا كانت أخبار أشعار دعبل الخزاعي انتشرت حتى بين اللصوص بين الطرق وبين القميين بقم ، فمن الطبيعي أن تكون قد وصلت إلى عيال الرضا عليه السلام واُسرته بالمدينة.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، الحديث ٣٤.