قال دعبل : فردّوا علينا أموالنا حتّى لم يضع لأحدنا عقال (١).
هذا ما أرسله المرزباني الخراساني البغدادي عن دعبل الخزاعي البغدادي.
والصدوق لم ينقل القصيدة وإنّما أسند عن ابراهيم بن هاشم القمي عن أبي الصلت الهروي تعاليق الرضا عليه السلام على أبيات منها وإضافته بيتين منه في قبره بطوس كما سبق ، ثم استمر في ذكر خبري نهب اللصوص ، واختلاس أحداث قم منه الجبّة! كما يأتي. والأولى بالصدوق القمي أن لا يصدّق أن يكون الهروي الخراساني يروي للقمي أخبار قم! بل الصحيح ما في السند الخبر التالي أنّ الهروي يروي عن دعبل :
سار (دعبل) من مرو في قافلة ، فلمّا كان ميان كوهان (بين الجبال ، وليس اسم موضع) وقع عليهم اللصوص (وليس الاكراد) فأخذوا القافلة بأسرها ، وكتّفوا أهلها ، وكان دعبل في من كتف. وتملّك اللصوص القافلة وجعلوا يقسمونها بينهم ، فتمثّل أحدهم بقول دعبل :
أرى فيئهم في غيرهم متقسّماً |
|
وأيديهم من فيئهم صفرات |
وسمعه دعبل فسأله : لمن هذا البيت؟ فقال : لرجل من خزاعة يقال له : دعبل بن علي! قال : فأنا دعبل قائل القصيدة التي منها هذا البيت!
وكان رئيسهم يصلّي على رأس التل «وكان من الشيعة»! فوثب هذا الرجل إليه وأخبره ، فجاء بنفسه حتّى وقف على دعبل وقال له : أنت دعبل؟ قال : نعم ، قال : أنشدني القصيدة! فأنشده إياها فحلّ كتافه وأهل القافلة وردّ إليهم ما اُخذ منهم كرامة لدعبل!
وسار دعبل حتّى وصل إلى قم (وكانوا قد علموا بقصيدته)! فسألوه أن
__________________
(١) أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : ٩٥ و ١٠٥ ولها في حاشية الصفحتين مصادر اُخرى وفي حاشية الصفحة : ٤٤١ ج ٣ من كشف الغمة ١٥ مصدراً.