نذر شجاع امّ المتوكل :
أُم المتوكل زوج المعتصم شجاع أُم ولد ، وحجّت مع حفيدها محمد بن جعفر المنتصر بن المتوكل لأول ولاية عهده ، وهو الذي صلّى عليها في شهر ربيع الآخر من سنة (٢٤٧ ه).
ويظهر من الخبر التالي أنّ ذلك كان كذلك بسامرّاء قبل انتقالهم إلى الجعفرية.
أسند الكليني عن إبراهيم بن محمد الطاهري (الخزاعي مولاهم) : أنّ المتوكل خرج به خراج (قرح مقيّح لا يخرج) ولا يجسر أحد أن يمسّه بحديدة (لشدة ألمه) وكان الفتح بن خاقان (مولى الأزد) حاضراً فاقترح عليه قال : لو بعثت إلى هذا الرجل (ابن الرضا) فإنه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرّج عنك بها. فبعث إليه رسولاً يصف له علّته. فردّ الرسول يقول : يوخذ كُسب الشاة (ثفل الدهن) ويداف (يخلط) بماء ورد ويوضع عليه!
فلمّا رجع الرسول وأخبرهم أقبل الحاضرون يستهزئون من قوله! وقال الفتح : والله إنه أعلم بما يقول (وقبِل المتوكل) فأُحضر الكُسب وعُمل بقوله ووُضع عليه فسكن وغلبه النوم ، ثمّ انفتح وخرج ما فيه.
وكانت امه شجاع قد نذرت إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالاً جليلاً من مالها! فلما بُشّرت أُمه بعافيته بعثت إليه بكيس عليه خاتمها فيه عشرة آلاف دينار!
وكان رجل من العلويين يدعى البطحائي (١) ، سعى إلى المتوكل بأنّ أموالاً وسلاحاً يُحمل إليه! وكان من حُجّاب المتوكل رجل يدعى سعيد بن صالح
__________________
(١) البطحائي هو محمد بن القاسم الحسني من بني الحسن الموالين لبني العباس!