خروج المحمّرة أو الخرّمية :
قال اليعقوبي : وخرجت «المحمّرة» بالجبال (همدان ـ إصفهان) وعرضوا لحُجّاج خراسان وقطعوا الطريق وقتلوا منهم جماعة وأخافوا السبيل. فوجّه المعتصم إليهم القائد هاشم بن باتيجور فواقعهم وانهزم! فوجّه المعتصم إليهم إسحاق بن إبراهيم الخزاعي (مولاهم) والي بغداد وأمير الشرطة بها ، فاستخلف على الشرطة أخاه طاهراً ، ونفذ فواقعهم فقتل منهم مقتلة عظيمة حتى أصلح البلاد (١).
وعبّر الطبري قال : في سنة (٢١٩ ه) ذُكر أن جماعة كثيرة من أهالي الجبال من ماسبدان (إيلام) وهمدان وإصفهان قد دخلوا في دين «الخرّمية» وتجمّعوا فعسكروا في همدان. فوجّه المعتصم إليهم عساكر ، وكان آخر عسكر مع إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي (مولاهم) فشخص إليهم في ذي القعدة وجاء كتابه بالفتح في يوم التروية بأنّه قتل منهم ستين ألفاً وهرب الباقون إلى الروم! وكان يوم الجمعة في بغداد يوم عرفة والسبت الأضحى ، وضحّى أهل مكة يوم الجمعة (٢).
ثورة الزُطّ بالبطائح :
كان الزُطّ قوماً من الهنود العاملين في السفن الهندية التي كانت ترسو في البصرة ، حتى كانت البصرة لذلك تسمى : ثغر الهند! وقد مرّ خبر عن جمع منهم غالوا في علي عليهالسلام بعد فتحه البصرة في حرب الجمل ، فخنقهم الإمام بالدخان ولم
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٧١.
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ٦٦٨. وفي ٩ : ٨ : قتل منهم نحو مئة ألف! وأسر نساءهم وسبى صبيانهم وحملهم إلى بغداد. ومختصره في مختصر تاريخ الدول لابن العبري : ١٣٨ ـ ١٣٩.