والبدن. أفضى إليه الأمر بتوطئة أبيه ، فكان ماله جمّاً وجيوشه كثيفة ، ولكنه بُلي بكثرة الفتوق واضطراب الأطراف عليه (١).
وتزلزلت بغداد وتكرّرت أياماً ، وبالبصرة هبّت أرياح قلعت أكثر نخيلها وغزا المسلمون بلدة أناطوليا الرومية ففتحوها عنوة وغنموا ما لا يحصى (٢).
شؤم القرامطة بالشام :
كانت دمشق والشام ما زالت في حكم هارون بن خمّارويه بن طولون وعنه على دمشق طغج بن جفّ الفرغاني إلى حمص والأُردن. وفي قبائل بني كلاب مما يلي السماوة بالعراق قام أبو القاسم وانتمى إلى آل أبي طالب وإلى القرمطية بما فيها من تخفيف للتكاليف الشرعية ودعوى التناسخية ، فتبعه كثير منهم ، فسار بهم إلى رَقّة الشام ، وكان المكتفي قد خلّف عليها سبك الديلمي فخرج بجنوده والتقى بهم فهزموه وجنوده ، وساروا إلى دمشق ، وبلغ خبرهم إلى دمشق فخرج إليهم طغج بجنوده فلقيهم بوادي القردان والأفاعي في آخر رجب سنة (٢٨٩ ه) فهزمه القرمطي.
وفي شهر ربيع الأول سنة (٢٩٠ ه) خرج طُغُج لقتالهم فلقيهم ، فقتل القرامطةُ جمعاً من أصحابه وهزموهم أيضاً ، وتعقّبوهم حتى حاصروا دمشق قرابة أربعة أشهر إلى رجب سنة (٢٩٠ ه) حيث وصلت عساكر المصريين مدداً لطغُج ، فانسحب القرامطة إلى مسافة يوم من دمشق في الموضع المعروف بكوكبا وكناكر ،
__________________
(١) التنبيه والإشراف : ٣٢١.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٨.