قال السيوطي : وفي سنة (٢٣٤ ه) أظهر المتوكل الميل إلى أهل السنة وكتب إلى الآفاق برفع الامتحان في خلق القرآن ، وأمر المتحدثين بأن يحدثوا بأحاديث صفات الله وإمكان رؤيته يوم القيامة!
فجلس أبو بكر بن أبي شيبة في «جامع الرصافة» واجتمع إليه نحو من ثلاثين ألف نفس!
وجلس أخوه عثمان بن أبي شيبة في «جامع المنصور» فاجتمع إليه أيضاً ثلاثون ألف!
واستقدم المحدثين إلى سامرّاء وأجزل عطاياهم وأكرمهم.
وفي هذه السنة أصاب ابن أبي دؤاد فالج فصيّره حجراً ملقى!
وفي هذه السنة هبّت بالعراق ريح شديدة السموم لم يُعهد مثلها أحرقت زروع الكوفة والبصرة وبغداد وقتلت المسافرين ودامت خمسين يوماً ، واتصلت بهمدان فأحرقت الزرع والمواشي ، واتصلت بالموصل وسنجار ، ومنعت الناس من المعاش في الأسواق ومن المشي في الطرقات.
وكان ذلك بعد زلزلة مهولة بدمشق سقطت منها دور وهلك تحتها خلق ، وامتدت إلى انطاكية فهدّتها ، وإلى الجزيرة والموصل فهلك من أهلها خمسون ألفاً (١).
حوادث عام (٢٣٥ ه):
ثمّ بدا للمتوكل بعد كلّ ما رأى من آيات تمكّنه في بلاده أن يتشبّه بجده الرشيد فيكرّر تجربته الفاشلة في تولية ثلاثة من أبنائه وتوزيع نواحي الأرض
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٠٦ ، ٤٠٧.