وفي (٣٠١ ه) سار المهدي الفاطمي في قبائل البربر أربعين ألفاً إلى الاسكندرية من مصر فقتل فيها وأفسد ثمّ خرج منها إلى بَرقة فسار إليه الجيش العباسي فجرت بينهم حروب حتى انهزم العباسيون ، فملك الفاطمي الاسكندرية والفيّوم في هذا العام (١).
وكان جيش المهدي الفاطمي مع ابنه أبي القاسم ، فبعث المقتدر إليهم جيشاً فأجلاهم فعادوا.
وفي (٣٠٢ ه) أرسل المهدي العلوي جيشاً من البحر إلى الاسكندرية ، فأرسل المقتدر جيشاً مع يونس الخادم ، فاقتتلوا خارج الاسكندرية أربع مرات وقُتل بينهم خلق حتى انهزم المغاربة وعادوا إلى بلادهم.
وفي هذه الحال كان كبير القرامطة أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي مستولياً على سائر بلاد البحرين إلى الأحساء والقطيف وهجر ، دخل الحمّام ومعه خادم له صقلي فقتل مولاه ، ثمّ استدعى بلسانه أحد كبرائهم فقتله ، ثمّ استدعى آخر منهم فقتله ، ثمّ استدعى آخر فقتله حتى قتل أربعة منهم ثمّ علموا به فقتلوه ، وتغلّب بعده ابنه الثاني أبو طاهر سليمان (٢) ولم يُعلم بين الاسماعيلية وهؤلاء القرامطة أيّة رابطة.
ظهور الأُطروش العلوي :
وفي بلاد الديلم وطبرستان ظهر الحسن بن علي العلوي الأُطروش ، وأخرج منها العباسيين سنة (٣٠١ ه) وكان ذا فهم وعلم ومعرفة بالآراء ، والنحل ،
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٤٢.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٤٥.