قال أبو الأديان : فقلت : يا سيدي ، فإذا كان ذلك فمن؟ قال : مَن طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي. فقلت : زدني ، فقال : من يصلّي عليَّ فهو القائم بعدي. فقلت : زدني ، فقال : مَن أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي. ثمّ منعتني هيبته أن أسأل عمّا في الهميان.
وخرجت بالكتب إلى المدائن (؟) وأخذت جواباتها ، وفي اليوم الخامس عشر كما ذكر دخلت سامرّاء ، فإذا أنا بالواعية في داره (١).
ومقتضاه أن يكون مرض الإمام استدام أكثر من أُسبوعين من الأيام ، والمروي في سائر الأخبار أنّه عليهالسلام بدأت علّته مع أول شهر ربيع الأول واستمرت أُسبوعاً حتى توفي في الثامن من الشهر (٢).
صبيحة وفاة العسكري عليهالسلام :
أسند الطوسي عن أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي البغدادي قال : دخلت على أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام في المرض الذي توفي فيه ، فأنا عنده إذ قال لخادمه عقيد ، وكان نوبيّاً أسود خدم من قبله أباه : يا عقيد ، إغل لي ماءً بمصطكي (٣). فأغلى له ، وجاءت به الجارية صقيل أُم الخلف عليهالسلام ، فلمّا صار القدح في يديه وهمَّ بشربه أخذت يده ترتعش حتى ضرب القدح ثناياه فتركه من يده وقال لعقيد : ادخل البيت فإنك ترى صبيّاً ساجداً فأتني به!
__________________
(١) كمال الدين : ٤٧٣ و ٤٧٥ بعد الخبر ٢٥ ، ولم يُذكر هؤلاء في كتب الرجال ، ولا في رواة الأخبار إلّاهنا!
(٢) الإرشاد ٢ : ٣٣٦.
(٣) المصطكي شجر خاص له صمغ يُعلك وثمر مرّ يُداف ويشرب دواءً. العين ٥ : ٤٢٥.