ودفع العباس إلى الأفشين مقيداً ، فقيل : إنّ الأفشين أطعمه طعاماً مالحاً وكان الفصل صيفاً حاراً شديد الحرّ ومنعه من الماء فتوفي فحمل إلى منبج فدفن بها.
وقبض المعتصم على عُجيف بن عنبسة فحمله من أدنة مثقلاً بغلٍّ عظيم في عنقه وقد خيط لبود على فيه ، فلما صار في باعيناثا قبل نصيبين مات ودُفن بها! وتبرّأ منه ابنه صالح وقال : إنما هو صالح المعتصمي وليس ابن عُجيف (١)!
مصير الأفشين الأشروسني :
كان الأفشين حيدر بن كاووس الأشروسني متزوجاً اخت منكجور الفرغاني وكان هذا معه في حرب بابك ، فلمّا قلع بابك خلّف عنه على آذربايجان وأرمينية خال ولده منكجور الفرغاني ، وخلّف على ورثان محمد بن عبيد الله الورثاني ومعه جماعة من أولياء السلطان. ثمّ إنّ منكجور جمع إليه فلول جنود بابك وسار بهم إلى ورثان فقاتل محمد الورثاني وقتله ومعه جماعة أولياء السلطان! وبلغ الخبر إلى المعتصم فطلب من الأفشين أن يوجّه إليه من يُحضره ، فوجّه إليه الأفشين بديوداد أبي الساج في جيش عظيم. ثمّ رُقي إلى المعتصم أنّ منكجور إنما خلع بتحريك صهره الأفشين!
وفي عهد المأمون مات اسپهبد طبرستان قارن بن بنداد هرمز واستولى عليها أخوه ، فقدم ابنه المازيار محمد بن قارن على المأمون فكتب المأمون إلى عمّه بتسليم مدينتين من طبرستان إلى ابن أخيه المازيار محمد بن قارن ، وتوجّه المازيار إلى عمّه وخرج عمه إليه كأنه يتلقاه فقتل المازيار عمّه واجتمعت عليه
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٧٦.