أعلم مني؟! قلت : لا! قال : فإنّي ـ والله ـ أذكر له الحزب من الأدب أظن أني قد بالغت فيه ، فيملي علي فيه باباً أستفيده منه! ويظن الناس أني أُعلّمه! وأنا ـ والله ـ أتعلّم منه! فوالله إنه خير أهل الأرض وأفضل من برأ الله! ثمّ قال : إنّه مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة ونشأ بين الجواري السود فمن أين علم هذا؟!
قال الراوي ابن جعيد : ثمّ مرّت الأيام والليالي حتى لقيته فوجدته قد عرف الحق وقال به وبإمامته (١).
وفاة أحمد البزنطي :
في سنة (٢٢١ ه) توفي أحمد بن محمد بن أبي نصر الكوفي السكوني (مولاهم) البزنطي (٢) وليست نسبته إلى البيزنطة الروم بل إلى بيع الثياب البزنطية (٣).
حجّ مع صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وعبد الله بن جندب أو ابن المغيرة ، قبل استقدام الرضا عليهالسلام إلى مرو ، وكان في قرية أبيه الكاظم عليهالسلام : صُريا بضواحي المدينة ، فدخلوا عليه عصراً قال : فجلسنا عنده ساعة ثمّ قمنا ، فقال لي : أمّا أنت يا أحمد فاجلس! فجلست ، فأقبل يحدّثني وأسأله فيجيبني حتّى ذهب عامة الليل! ثمّ قال لي : يا أحمد ، تنصرف؟ أو تبيت؟ قلت : جعلت فداك ، ذاك إليك ، إن أمرت بالانصراف انصرفت وإن أمرت بالإقامة أقمت. فقال : أقم فقد هدأ الليل ونام الناس. فأقمت.
__________________
(١) شرح الشافية لأبي فراس الحمداني : ٢٥ وعنه في إيقاد القلوب للسيد الشاه عبدالعظيمي.
(٢) الفهرست : ٣٧ ، ورجال النجاشي : ٧٥ برقم ١٨٠.
(٣) قاموس الرجال ١ : ٥٧٣ برقم ٥٠٣.