قال : إنّ الله تعالى أنزل جبرئيل بياقوتة من يواقيت الجنة لآدم ، فنزل بها إليه ومسح بها رأسه ، فتناثر شعره ، وأنارت فحيث بلغ نورها صار حرماً (١).
المتوكل وابن السكّيت والهادي عليهالسلام :
ذاعت وشاعت الشهرة الأدبية بالعربية ليعقوب بن إسحاق الدورقي الأهوازي المعروف بابن السكّيت ، حتى بلغت المتوكل العباسي ، فاستقدمه إلى سامرّاء وتوكّل عليه لتأديب ابنيه وليّي عهده المؤيد والمعتز بالله.
وكما حاول عمّه المأمون إسكات الرضا عليهالسلام بالمسائل التي كان يلقيها عليه بالمباشرة أو على لسان المخالفين من المسلمين أو غيرهم ، كذلك حاول ابن أخيه المتوكل مع ابن الرضا الهادي عليهالسلام ، وكان ذلك في هذه الفترة التي أحدثها بعد أبي الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد الإيادي ، وقبل أن يجد لقضاء القضاة متفقّهاً من الهاشميين العباسيين جعفر بن عبد الواحد ، أي في عام (٢٣٨ ه).
وبعيد أن يكون المتوكل يجهل تقدّم ابن الأكثم على ابن السكّيت في أمل إسكات الهادي عليهالسلام ولا يعلم بسوابقه مع أبيه الجواد عليهالسلام في عهد عمّه المأمون ، ويُظنّ أنّه استشعر تشيع ابن السكّيت فأراد إحراجه بإيقافه بوجه إمامه! فيما يلي من الخبر :
أحضر المتوكل ابن السكّيت وقال له : اسأل ابن الرضا (علي بن محمد) مسألة عويصة بحضرتي. ثمّ أحضره ويحيى بن أكثم ، فسأله ابن السكيت قال :
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٤٩٨ وفيه : يحيى بن هرثمة ، وانظر تعليق المحقق ، ونقل قريباً منه القمي في الأنوار البهية : ٢٨٣ عن الدر النظيم ، باب ١٢ عن يحيى بن أكثم ولكن في مجلس الواثق! وابن أكثم لم يكن يومئذ على القضاء بل معزولاً مغضوباً عليه ، والواثق ما حجّ في عهده. فالأولى ما ذكرناه. وانظر أخبار الياقوتة من الجنة في علل الشرائع ٢ ، الباب ١٥٩.