قال : هذا ابن أبي عُمير! قلت : الرجل الصالح العابد؟ قال : نعم (١).
ثمّ أخذه المأمون! بعد موت الرضا عليهالسلام وحبسه فأصابه من الضرب والضيق والجُهد أمر عظيم! وذهبت كتب ابن أبي عمير فلم تخلص له كتب أحاديثه ، إلّاأنّه كان يحفظ منها أربعين مجلداً! ولذا فإن أحاديثه منقطعة الأسناد! وسمّاها نوادر (٢) فأين تشيّع المأمون؟!
وذكره النجاشي وقال : قيل : إنّ اخته تركت كتبه في غرفة فسال عليها المطر فهلكت ، أو دفنته حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، فحدّث من حفظه ومما سلف له في أيدي الناس ، ولذا فإن أصحابنا يسكنون إلى مراسيله. وكان قد صنّف (٩٤) كتاباً (٣).
ولم يُذكر له حبس سوى أربع سنين ، وراوي الحبس على عهد المأمون هو نصر بن صباح وهو ضعيف ، فأرى أنّه حُبس على عهد الرشيد والسندي متزامناً مع الأربع سنين لسجن الكاظم عليهالسلام فقط ، ثمّ بقي يروي مرسلاته الشهيرة في عهد الرضا والجواد عليهماالسلام ، ولو كان حبْسه الأربع سنين بعد الرضا عليهالسلام لكانت الفرصة عامين لا تتناسب وشهرة مرسلاته.
ردّ المأمون فدكاً :
لا نجد فيما بأيدينا خبراً عن فدك فيما بين المأمون وصهريه الرضا والجواد عليهماالسلام مع مصاهرتهما إياه ، ولا عنهما فيه معه ولا حتى مع شيعتهم! ممّا يدلّ
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٥٩٢ ، الحديث ١١٠٦.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٥٩٠ ، الحديث ١١٠٣.
(٣) رجال النجاشي : ٣٢٦ ـ ٣٢٧ برقم ٨٨٧.