ثمّ رفع أبو الحسن رأسه إليه وقال له : ما حاجتك يا فضل؟ قال : يا سيدي ؛ هذا أمان كتبه لي أمير المؤمنين ، وأنت أولى أن تعطينا مثل ما أعطى أمير المؤمنين إذ كنت وليّ عهد المسلمين.
فقال له الرضا عليهالسلام : اقرأه. فقرأه قائماً حتّى فرغ منه. فلمّا فرغ منه قال له أبو الحسن الرضا عليهالسلام : يا فضل! لك علينا هذا ما اتّقيت الله عزوجل (١).
كتاب الرضا بالحِباء للفضل :
نقل الصدوق عن «الأوراق» لمحمد بن يحيى الصولي : أن الفضل بن سهل كان قد ضمّ أبا الحسن محمّد بن أبي عبّاد إلى الرضا عليهالسلام ليكتب له (٢).
وقال الصدوق : وجد ـ بلا رواية ـ نسخة (كتاب الحبِاء والشرط) من الرضا علي بن موسى إلى العمال بشأن الفضل بن سهل وأخيه (الحسن! كذا) هكذا :
«أما بعد ، فالحمد لله البديء الرفيع ، القادر القاهر ، الرقيب على عباده ، المقيت على خلقه ، الذي خضع كل شيء لملكه ، وذلّ كل شيء لعزّته ، واستسلم كل شيء لقدرته ، وتواضع كل شيء لسلطانه وعظمته ، وأحاط بكل شيء علمه وأحصى عدده ، فلا هو يؤوده كبير ولا يعزب عنه صغير ، الذي لا تدركه أبصار الناظرين ، ولا تحيط به صفة الواصفين ، له الخلق والأمر ، والمثل الأعلى في السماوات والأرض ، وهو العزيز الحكيم.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٥٩ ـ ١٦٣.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٤٠ ، الباب ٦٠ والاسم فيه : أبا الحسين بن محمّد بن عباد ، ورجحنا ما كتبناه لمتابعة اسمه في سائر الموارد عن الصولي.