وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا. ثمّ أمر أبي حاجبه أن يحجبه عنه فلم يأذن له بالدخول عليه حتى مات أبي (١).
وفود الأموال من قم والجبال :
أسند الصدوق عن سنان الموصلي قال : لمّا قُبض سيدنا أبو محمد الحسن العسكري عليهالسلام ، وفدت وفود بالأموال من قم والجبال ، كما كانت تُحمل على الرسم والعادة من دون أن يعلموا بوفاته عليهالسلام. فلمّا وصلوا سامرّاء وسألوا عن سيدنا الحسن عليهالسلام وقيل لهم بوفاته قالوا : فمن وارثه؟ قالوا : أخوه جعفر بن علي! وقد خرج اليوم يتنزّه فركب زورقاً في دجلة ومعه المغنون وهم يشربون!
فتوقّفوا وتشاوروا وقال بعضهم : امضوا بنا حتى نردّ هذه الأموال على أصحابها ، فهذه ليست من صفات الإمام! وكان فيهم محمد بن جعفر الحميري القمي فقال لهم : بل قفوا بنا حتى يرجع ونختبر أمره.
فلمّا عاد دخلوا عليه فسلموا وقالوا : يا سيدنا نحن من أهل قم ، ومعنا جماعة من الشيعة وغيرهم ، وكنا نحمل أموالاً إلى سيدنا أبي محمد الحسن. ولها خبر طريف! قال : وما هو؟ قالوا : إنّ هذه الأموال تُجمع من عامة الشيعة ويكون فيها الدرهم والدرهمان! ثمّ يجعلونها في كيس ويختمون عليه. وكنا إذا وردنا بالمال على سيدنا أبي محمد يقول : جملة المال كذا وكذا ديناراً ، من عند فلان كذا ومن فلان كذا ، حتى يأتي على أسماء الناس كلّهم ويقول ما على الخواتيم من نقوش!
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٠٥ ، ٥٠٦ ، الحديث ١ ، باب مولد العسكري عليهالسلام ، وفي كمال الدين : ٤٠ ـ ٤٤ وفيه : لازموها سنتين!