فاكهة الصيف! ويمدّ يده في الهواء فيعيدها وفيها دراهم مكتوب عليها : قل هو الله أحد ، ويسمّيها دراهم القدرة. ويخبر الناس بما يأكلون وما يدّخرون بل وما يُضمرون! فاعتقد قوم فيه بالحلول! وقال قوم : هو وليّ الله! وقيل : بل هو مشعبذ بل ساحر ماهر (١) فحبسوه.
ظهور المهدي الفاطمي ، وأخبار أُخر :
وفي هذه السنة (٢٩٦ ه) تغلّب المهدي (الاسماعيلي) بالمغرب على أمير افريقية زيادة الله بن الأغلب ، فهرب هذا منها إلى مصر ثمّ العراق ، فخرجت المغرب عن أمر بني العباس يومئذٍ ، ودعي بالخلافة فيها للمهدي (الاسماعيلي) وسُلّم عليه بالإمامة ، وتمهّدت له المغرب وعظم ملكه وبنى بلدة (المهدية) وبسط في الناس العدل والإحسان فمالوا إليه (٢).
وذكر ابن الوردي قال : على عهد زيادة الله بن عبد الله قوى أمر أبي عبد الله الشيعي (الاسماعيلي) القائم بدعوة الدولة الفاطمية بالمغرب ، فأرسل إليه زيادة الله عسكره أربعين ألفاً مع بني عمّه ، فهزمهم الشيعي (الاسماعيلي) فضعف زيادة الله ولجأ إلى النوشري عامل العباسيين على مصر ، فكتب النوشري بأمره إلى المقتدر ، فكتب المقتدر إليه بإمداد زيادة الله بالأموال والعساكر ، فماطله النوشري حتى مرض وسقط شعر لحيته وأيس من النوشري حتى تفرق أصحابه عنه ، فسار إلى القدس ومات في الرملة فدفن بها (٣).
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٤٧.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٤١.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٤١.