اكتب له إلى ابنه محمّد وهو صبي بالمدينة ، فما كان يذكره إلّابكنيته يقول لي : اكتب إلى أبي جعفر ، فيخاطبه بالتعظيم ، وترد كتب أبي جعفر إليه في نهاية الحسن والبلاغة ، وسمعت الرضا يقول فيه : أبو جعفر وصيي وخليفتي في أهلي بعدي (١).
ومن كتب الرضا إلى ابنه الجواد : «يا أبا جعفر ، بلغني أنّ الموالي يخرجونك من الباب الصغير ، فإنما ذلك من بُخل بهم لئلّا ينال منك أحد خيراً! فأسألك ـ بحقي عليك ـ لا يكن مدخلك ومخرجك إلّامن الباب الكبير ، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ، ثمّ لا يسألك أحد إلّاأعطيته. ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقل من خمسين ديناراً والكثير إليك. ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين ديناراً والكثير إليك. إني أُريد أن يرفعك الله ، فأنفق ولا تخشَ من ذي العرش اقتاراً» (٢).
عامل عودة المأمون إلى بغداد :
قال الطبري في حوادث عام (٢٠٢ ه) بلا ذكر للشهر واليوم (إلّاأنّه قبل شعبان كما يأتي) قال : ذكر أنّ علي بن موسى بن جعفر بن محمّد العلوي (الرضا عليهالسلام) أخبر المأمون بما فيه الناس منذ قتل أخيه الأمين من الفتنة والقتال ، وأنّ الفضل بن سهل يستر عنه الأخبار! وأنّ أهل بيته قد نقموا عليه حتّى رموه بالسحر والجنون (وخلعوه) وبايعوا لعمّه إبراهيم بن المهدي.
وكان الفضل قد قال له : إنّهم إنّما صيّروه عليهم أميراً يقوم بأمرهم! فأعلمه (الرضا) أنّه قد كذبه وغشّه! وأن الحرب قائمة بين إبراهيم والحسن بن سهل ، والناس ينقمون عليك مكانه ومكان أخيه ومكان بيعتك لي من بعدك!
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٤٠ ، الباب ٦٠.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٨ ، الحديث ٢٠.