نوافج المسك وبيض العنبر ودنانير ودراهم! فلما أراد المأمون أن يصعد في دجلة إلى بغداد قال للحسن : يا أبا محمد حوائجك! قال : يا أمير المؤمنين ، أسألك أن تحفظ عليَّ مكاني من قلبك! فإنه لا يتهيّأ لي حفظه إلّابك! فأمر المأمون بحمل خراج سنة من الأهواز وفارس إليه (١)!
وزاد ابن الوردي قال : نثرت عليه ام الحسن والفضل الفا (كذا) حبة لؤلؤ نفيسة!
وزاد : ولما خلا المأمون بها هابته فحاضت من هيبته! فقالت : أتى أمر الله فلا تستعجلوا! وإنما حذفت الهاء حذراً من قراءة القرآن في حال قُرئها ، فأعجب بكنايتها وخرج وأنشد شعراً (٢).
تمرّد القميين عن الخراج للمأمون :
مرّ الخبر أن المأمون حين دخل الريّ في عودته من مرو إلى بغداد ، حطّ عن أهل الريّ ألفي ألف درهم ، فبلغ ذلك أهل قم فطمعوا في مثله لهم فرفعوا إليه يشكون ثقل خراجهم ألفي ألف ويسألونه الحطّ عنهم ، فلم يجبهم إليه فامتنعوا عليه سنة (٢١٠ ه) ، ومقدّمهم في ذلك يحيى بن عمران (٣).
فوجّه المأمون إليهم قائده علي بن هشام ، ثمّ أمده بعُجيف بن عنبسة ، وكتب إلى محمد بن يوسف الكح أن يصير إلى قم مع علي بن هشام لحرب أهلها ،
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٤٤٣ وقال : نثر الحسن ما لم ينثره ملك قط في جاهلية ولا في إسلام!
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٨.
(٣) القمي الأشعري جدّ محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران صاحب نوادر الحكمة ، وكان وكيلاً للجواد عليهالسلام كما يأتي.