المنصور الدوانيقي فقالوا له : قد أخذ المأمون البيعة لعلي بن موسى الرضا ، فخشينا أن تذهب هذه الدولة بما حدث فيها من تدبير المجوس! ونحن أنصار دولتكم ، فهلمّ نبايعك فإنا نخاف أن يخرج هذا الأمر عنكم!
وكان محمّد بن صالح بن المنصور الدوانيقي أول هاشمي (عباسي) بايع للمأمون ببغداد ، فقال لهم : قد بايعت للمأمون .. فلست لكم بصاحب!
وصار الحسن بن سهل إلى واسط ، فاتبعه محمّد بن أبي خالد والحربية والأبناء ، فالتقوا في قرية أبي قريش قبل واسط فكانت بينهم وقعة منكرة ، وأصاب سهم محمّد بن أبي خالد فأثخنه ، فحمل إلى جبُّل وتوفى بعد أيام فادخل إلى بغداد ميتاً ، وقام أخوه عيسى بن أبي خالد بالعسكر. فلمّا مات محمّد بن أبي خالد وثب الأبناء على زهير بن المسيّب الضبّي في الحبس فقتلوه ثمّ شدوا في رجله حبلاً وجرّوه في طرق بغداد ومثّلوا به (١)!
الوشّاء يختبر علم الرضا عليهالسلام :
وكأنّ كتاب المأمون إلى الآفاق بأنه «لم يجد أفضل ولا أورع ولا أعلم» من الرضا عليهالسلام ، جعل بعض الواقفين عن القطع بموت الكاظم وإمامة الرضا عليهالسلام يفكّرون في إمامته ، منهم الحسن بن علي بن زياد الوشاء الخزّاز الكوفي البغدادي البجلي نموذجاً ، حيث قال : جمعت في كتاب مسائل كثيرة فيما روي عن آبائه عليهمالسلام وغير ذلك لأختبره ، وحملت الكتاب معي إلى مرو (٢) وقالت لي ابنتي : يا أبة ، خذ هذه الحُلّة فبِعها وخذ لي بثمنها فيروزجاً!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٠.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٢٩ ، الباب ٥٥.