وكانت مدّة ملكه دون الأربع سنين فلا يكون ملكه في أيام إمامة أبي محمد العسكري عليهالسلام فكيف ينازل الله فيه (١)؟!
وكأنّ المعتز كان قبل قتله بقليل أمر سعيد الحاجب بحمل العسكري عليهالسلام إلى الكوفة وقتله في طريقه! وبلغ خبره إلى أبي الهيثم فكتب إليه : بلغنا خبر بلغ منّا وأقلقنا! فكتب إليه : بعد ثلاث يأتيكم الفرج! فقُتل المعتزّ في اليوم الثالث (٢).
مصير قبيحة الرومية أُمّ المعتزّ :
أورد ابن الوردي مصيرها فقال : اختفت في قتل ابنها في شعبان ، وظهرت في رمضان ، ونُبش لها ألف ألف (مليون) دينار ، وسفط من زمرّد ، وسفط من لؤلؤ ، وكيلجة ياقوت أحمر لا يوجد مثله ، حُمل كلّه إلى صالح بن وصيف فقال : قبّح الله قبيحة! عرّضت ابنها للقتل لأجل (خمسين ألف دينار) وعندها كل هذه الأموال (٣)!
وذكر السيوطي : أعطت صالح بن وصيف ألف ألف دينار وثلاثمئة ألف دينار ، وسفطاً فيه مسكوك زمرد ، وسفطاً فيه لؤلؤ حبٍّ كبار ، وكيلجة ياقوت أحمر ، فقُوّمت السفاط بألفي ألف (مليوني) دينار! فلمّا رأى ذلك ابن وصيف قال : قبّحها الله عرَّضت ابنها للقتل لأجل (خمسين ألف دينار) وعندها هذا! فأخذ الجميع ونفاها إلى مكة (٤).
__________________
(١) كشف الغمة ٤ : ١٠٩ ، ١١٠.
(٢) كشف الغمة ٤ : ٨١ عن دلائل الإمامة للحميري وبهامشه مصادره الأُخرى ومنها مناقب الحلبي ٤ : ٤٦٤.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٤.
(٤) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٢٢ وتمامه : بقيت بها إلى أيام المعتمد فردّها إلى سامراء وماتت (٢٦٤ ه).