العسكري كان قبل قتل عبد الله بن محمد بن داود بعشرة أيام قد كتب إلى رجل يخبره بقتله (خلال عشرة أيام) قال : فلمّا كان اليوم العاشر قتل!
وقبل قتل المعتزّ بنحو عشرين يوماً (أو أكثر بقليل) كتب إلى أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري : «الزم بيتك حتى يحدث الحادث» فلمّا قتل ابن تُرنجة تصور أن الحادث هو هذا فكتب إليه : قد حدث الحادث فما تأمرني؟ فكتب إليه : «ليس هذا الحادث ، الحادث الآخر ، فكان ما كان على المعتزّ» (١).
ونقل الاربلي عن «دلائل الإمامة» للحميري عن محمد بن عمر الكاتب ، عن علي بن محمد بن زياد الصيمري ، وكان من وجوه الشيعة وثقاتهم ومقدماً في الكتابة والأدب والعلم والمعرفة وله كتاب الأوصياء وذكر الوصايا (٢) ، وكان مع ذلك صهر جعفر بن محمود الوزير ، قال : دخلت على عبيد الله بن عبد الله بن طاهر الخزاعي (مولاهم) أمير شرطة بغداد بعد (٢٥٣ ه) وإذا بين يديه رقعة أبي محمد العسكري عليهالسلام وإذا فيه : «إنّي نازلت الله (دعوته مكرراً) في هذا الطاغي ، وهو آخذه بعد ثلاث» وكان يعني الزبير (المعتزّ بن المتوكل) فلمّا كان اليوم الثالث فعل به ما فُعل (٣).
وفي الخبر فُسّر «الطاغي» قال : يعني الزبيري؟ ثمّ نقل الاربلي الخبر عن «الخرائج والجرائح» وفيه فُسّر «الطاغي» بالمستعين (٤) ثمّ علّق عليه الاربلي قال : كأنّ هذا من غلط النُسّاخ أو الرواة ، فإنّ المستعين بويع له في (٢٤٨ ه)
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٠٦ ، الحديث ٢ ، باب مولد العسكري عليهالسلام.
(٢) مهج الدعوات : ٢٧٣.
(٣) كشف الغمة ٤ : ٨٤ ، ٨٥ عن دلائل الإمامة للحميري ، وبهامشه مصادره الأُخرى.
(٤) كشف الغمة ٤ : ١٠٣.