وفاة أبي تمام الطائي الشيعي :
قال المسعودي : في سنة (٢٢٨ ه) كانت وفاة أبي تمّام بالموصل (١) وذكره ابن النديم في «الفهرست» ولم يذكره الطوسي في «الفهرست» فاستدركه عليه النجاشي في «فهرست أسماء مصنّفي الشيعة / رجال النجاشي» وذكر له كتابين : كتاب الحماسة ، وكتاب مختار شعر القبائل ، وذكر طريقه إليهما : أبو أحمد بن الحسين البصري وذكر عنه أنّه رأى نسخة عتيقة لعلّها كُتبت في أيامه أو قريباً منها فيها قصيدة يذكر فيها الأئمة حتّى انتهى إلى أبي جعفر الثاني عليهالسلام (وإنما هي نسخة قصيدة وليست نسخة كتاب كبير).
ثمّ نقل عن «كتاب الحيوان» للجاحظ البصري قال : حدّثني أبو تمام الطائي وكان من رؤساء «الرافضة» (٢).
هو حبيب بن ثيودوس العطار الطائي النصراني من قرى الجيدور من أعمال دمشق بالشام ، وأسلم حبيب وانفصم عن أهله إلى مصر وبدّل اسم أبيه إلى أوس وأخذ يسقي الماء في المسجد الجامع في فسطاط ، وكان فهماً فطناً فجالس الأُدباء بالجامع فتعلّم منهم وأخذ عنهم وأحبّ الشعر فتعاطاه حتّى قاله وأجاده وشاع ذكره وسار شعره حتّى بلغ خبره إلى المعتصم لمّا كان على مصر على عهد أخيه المأمون. فلمّا بنى سامرّاء دعاه إليها وقدّمه على شعرائه ، ولم يمنعه ذلك عن تشيّعه بل إماميته ، ومن شعره في الغدير :
فعلتم بأبناء النبيّ ورهطه |
|
أفاعيل أدناها الخيانة والغدر |
ومن قبلهم أخلفتم لوصيّه |
|
بداهية دهياء ليس لها قدر |
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٤٨٠ ـ ٤٨٧ وأطال المقال فيه واتهمه بترك الفرائض والخلاعة والمجون!
(٢) رجال النجاشي : ١٤١ برقم ٣٦٧.