أيوب الحضاري ، فبدأ بأسر ابن بيهس الكلابي من دمشق ثمّ سار إلى تميم اللخمي في فلسطين فأسره وسيّرهما إلى سامراء. ثمّ توجه إلى برقة مصر فظفر بجمع منهم فحملهم ورجع بهم إلى سامراء.
ووجّه المعتصم بأخيه جعفر (المتوكل) مع أُمّه للحجّ فكان هو أمير الحاج لتلك السنة (٢٢٧ ه) (١).
وبنى الواثق لنفسه قصراً على شط دجلة وسمّاها باسمه : القصر الهاروني ، له دكتان شرقية وغربية ، وانتقل من قصور المعتصم إلى قصره هذا. وكان الغالب عليه قاضيه أحمد بن أبي دؤاد الإيادي ووزيره محمد بن عبد الملك الزيّات. وعلى حرسه إسحاق بن يحيى ، وعلى شرطه إسحاق بن إبراهيم الخزاعي (مولاهم) (٢).
وكان إبراهيم بن رباح مقدّماً عنده فولّاه «ديوان الضياع» وكان كاتبه نجاح بن سلمة ففوّض إبراهيم أُمور الضياع إليه وإلى يمان النصراني ، واشتغل إبراهيم باللهو ، فتجافيا عن أموال كثيرة. فشكوهما إلى الواثق فأمر بقبض ضياعه وأمواله ونقل الديوان إلى عمر بن فرج الرخجي (الأفغاني) (٣).
وفي سنة (٢٢٨ ه) غزا المسلمون في البحر جزيرة صقلية وفتحوا مدينة مسيني (٤) وأماكن من الجزيرة ، بقيادة محمد بن عبد الله بن الأغلب (رأس الأغالبة) وأقام في بلدة بلزم يجهّز الجيوش فيفتح ويغنم حتّى مات (٥).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٧٩ ـ ٤٨٠.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٣.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨١ والرخج من نواحي كابل في أفغانستان اليوم.
(٤) تاريخ مختصر الدول : ١٤١.
(٥) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢١٤ وقال : مات في (٢٣٧ ه).