إلى المأمون ، فأتاهم كتابه : أن يكون على عسكره قائده دينار بن عبد الله ، ويعلمهم أنه قادم عليهم على إثر كتابه.
وغلب علي بن هشام على شرقي بغداد ، وحُميد الطوسي على غربيّها (١).
وكان إبراهيم بن المهدي ترك أُمه في القصر وخرج منه ليلاً سرّاً ومعه امرأة من أهله وكاتبه عبد الله بن صاعد ، ولمّا صار في الطريق تظاهر لكاتبه ابن صاعد أنّه قد نسي جوهراً له عند أُمه فقال له : ارجع إلى أُمي فسلها أن تدفع إليك الجوهر الذي عندها! فرجع عبد الله ومضى إبراهيم فأبهم موضعه! وهرب الفضل بن الربيع إلى البصرة فاستتر عند يزيد بن المنجاب المهلّبي (٢).
رحلة المأمون إلى بغداد :
رحل المأمون من طوس في أواخر شوال ، وقدم جرجان فأقام بها شهر (ذي القعدة) ثمّ خرج منها إلى الريّ في ذي الحجة فأسقط من وظيفتها ألفي ألف (مليوني) درهم ، وأقام بها أياماً ، ثمّ خرج منها فجعل يسير المنازل ويقيم اليوم واليومين حتى صار إلى همدان في أواخر ذي الحجة.
وانكسفت الشمس في آخر ذي الحجة بأكثر من ثلثيها فذهب ضوءها حتى الظهر.
وكان الحسن بن سهل قد أحال طاهر بن الحسين الخزاعي إلى الرَّقة ، فكتب المأمون إليه أن يوافيه في النهروان. ثمّ صار إلى النهروان فأقام فيه أُسبوعاً حتى وافاه طاهر الخزاعي (مولاهم) وخرج إليه أهل بيته العباسيون والقوّاد
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ٥٦٩ ـ ٥٧٢.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٥٤.