غصبها منه وأخرجه منها شفيع الخادم ، فأشرنا عليه أن يكتب إلى أبي محمد العسكري عليهالسلام يسأله تسهيل أمرها. فكتب إليه فجاءه الجواب : «لا بأس عليك ضيعتك تُردّ عليك ، فلا تتقدّم إلى السلطان (المهتدي) والقَ الوكيل الذي في يده الضيعة وخوِّفه بالسلطان الأعظم رب العالمين». فلقيه فقال له الوكيل الذي بيده الضيعة وهو بسامرّاء : عند خروجك من مصر إلى هنا كُتب إليّ : أن أطلبَك وأردّ عليك الضيعة. ثمّ أحضر شهوداً والقاضي ابن أبي الشوارب الأُموي فردّها عليه. فصارت الضيعة له وفي يده ولم يحتج إلى أن يتقدم إلى المهتدي.
فكأنّه لمّا عرف العسكريَّ عليهالسلام وله ابن عليل بمصر ، كتب إلى أبي محمد العسكري قال : كتبت إليه أسأله الدعاء لابني العليل. فكتب إليّ : «قد عُوفي ابنك المعتل ، ومات الكبير وصيّك وقيّمك ، فاحمد الله ولا تجزع فيحبط أجرك». وفي يوم وصول جواب أبي محمد إليّ ورد إليّ الخبر : أنّ ابني قد عوفي من علّته ومات الكبير (١)!
شغب يؤدي إلى قتل المهتدي :
قال اليعقوبي : وثب بناحية صعيد مصر رجل طالبي يُدعى إبراهيم بن محمد الصوفي من وُلد عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
ووثب بها أيضاً رجل يدّعي أنّه عبد الله بن عبد الحميد من بني عمر بن الخطاب.
وكان على حِمص محمد بن إسرائيل فوثب عليه أهلها يتقدّمهم ابن عكّار ، فهرب ابن اسرائيل فخرج إليه ابن عكّار فكانت بينهما وقعة قُتل فيها ابن عكّار وهُزم جمعه ، وعاد ابن اسرائيل إلى عمله.
__________________
(١) الكافي ١ : ٥١١ ، الحديث ١٨.