موت الجاحظ البصري :
قال ابن الوردي : في المحرم من عام (٢٥٥ ه) توفي بالبصرة أبو عمران عمرو بن بحر الجاحظ العينين. كثير التصانيف ، كثير الهزل ، نادر النادرة ، نادَم الخلفاء وأخذ العلم عن النظّام البصري المتكلم ، وكانت له علاقة بمحمد بن عبد الملك الزيات فلمّا قتل المتوكلُ الزيات أُخذ الجاحظ وقيّد ثمّ اطلق. وفي مرضه دخل عليه المبرِّد البصري فسأله : كيف أنت؟ قال : كيف يكون من نصفه مفلوج ولو نُشر ما أحسّ به! ونصفه الآخر منقرس فلو طار به الذباب آلمه ، وقد جاوز التسعين؟! ثمّ أنشد :
أترجو أن تكون وأنت شيخ |
|
كما قد كنت أيامَ الشباب |
لقد كذبتك نفسك ، ليس ثوب |
|
دَريس كالجديد من الثياب |
وفي مرضه هذا وقد صفّ عند رأسه مجلداته فوقعت عليه فقتلته (١)!
وكان يميل إلى العثمانية ، ومن تأليفاته رسالة «العثمانية» التي نقضها عدّة ، منهم الشيخ أبو جعفر الاسكافي المعتزلي البغدادي ، والمفيد البغدادي ، وابن طاووس الحلّي ، وله «كتاب الحيوان» وغيره (٢).
ابن وصيف يُذلّ المعتزّ! :
قال اليعقوبي : كان أحمد بن إسرائيل الكاتب وزير المعتزّ ، وعلي بن الحسن بن مخلّد صاحب ديوان الضياع ، ومعه علي بن نوح وعيسى بن إبراهيم من أعوان بايكباك التركي الغالب على المعتزّ ، فوثب عليهم صالح بن وصيف
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٥.
(٢) هدية الأحباب : ١٣١.