التركي فحبسهم وعذّبهم بأنواع العذاب لأخذ أموالهم وضياعهم ، وهكذا تغلّب على الأمر (١) وبدأ المعتزّ يدبّر عليه وبلغ ذلك إلى صالح بن وصيف (٢).
فدبّر صالح بن وصيف مع قوّاد الأتراك على المعتزّ ، ولمّا رأى الأتراك إقدام المعتزّ على قتل رؤسائهم وإعمال الحيلة في إفنائهم ، وأنّه قد اصطنع الفراغنة والمغاربة لذلك دونهم ، اتفقوا فيما بينهم وعلى المصير إليه بأجمعهم في (٢٦) رجب سنة (٢٥٤ ه) فصاروا إليه بأجمعهم وطالبوه بأرزاقهم المعوّقة فأنكر أن يكون قِبله شيء من المال ، وجعلوا يقرعونه بذنوبه إليهم ويوبّخونه على أفعاله بهم (٣) وأخذ يماطلهم في أرزاقهم وحقوقهم (٤) ونزلوا معه إلى (خمسين ألف دينار) فلم يكن عنده (٥).
وشط السيوطي بعيداً فقال : اتّفق جماعة من كبار الأتراك وأتوه وقالوا له : يا أمير المؤمنين! أعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف (كذا)! ولم يكن بقي شيء في بيوت الأموال. وكانت في حوزة أُمه أموال ثِقال فطلب منها مالاً لينفقه فيهم ، فشحّت وأبت!
فاجتمع الأتراك إلى صالح بن وصيف ومحمد بن بُغا فتوافقوا على خلع المعتزّ ، فلبسوا السلاح وجاءوا إلى دار الخلافة فلم يخرج إليهم (٦).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٤.
(٢) التنبيه والإشراف : ٣١٦.
(٣) مروج الذهب ٤ : ٩٢.
(٤) مختصر تاريخ الدول : ١٤٧.
(٥) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٤.
(٦) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٢١.