تسكيت ابن السكّيت الدورقي :
هو يعقوب بن إسحاق الأهوازي الدورقي الشيعي ، التقى بالتقي عليهالسلام وروى عنه ، من أئمة اللغة وحامل لواء العربية والشعر والأدب ، صاحب كتاب «إصلاح المنطق».
قال السيوطي : كان ابن السكيت رافضياً ومع ذلك ندبه المتوكل لتعليم ابنيه المعتز والمؤيد ، ونظر إليهما يوماً واعجب بهما وأراد اختباره فسأله : مَن أحبُّ إليك هما أو الحسن والحسين؟! فقال : قنبر (مولى علي) خير منهما! فقيل : أمر بسلّ لسانه فمات ، وقيل : بل أمر غلمانه الأتراك فداسوا بطنه حتى مات ، ثمّ أدّى ديته إلى ابنه (١).
وقال ابن الوردي : في سنة (٢٤٤ ه) قال المتوكل لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق بن السكّيت : أيما أحبّ إليك ابناي المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين؟! فغضّ ابن السكّيت من ابنيه وذكر في الحسن والحسين ما هما أهله ، فداسوا بطنه وحُمل إلى داره فمات. وقيل : بل قال : إنّ قنبر خادم علي خير منك ومن ابنيك! فسلّوا لسانه من قفاه! وعمره ثمان وخمسون سنة (٢).
وإنما قيل له السكّيت لكثرة سكوته ، ومن الغريب أنّه وقع فيما حذّر عنه من عثرات اللسان بقوله قبل قتله بقليل :
يموت الفتى من عثرة بلسانه |
|
وليس يموت المرء من عثرة الرجل |
فعثرته في القول تُذهب رأسه |
|
وعثرته بالرجل تبرأ عن مَهل (٣)! |
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي ٤٠٩.
(٢) تاريخ ابن الوردى ١ ٢١٩.
(٣) هدية الاحباب ٧٢ ٧٣.