وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير» ثمّ ذكر لكلٍ رواية ومنها ما عن الحسين بن علي الكرابي البغدادي صاحب الشافعي ومروّج مذهبه ببغداد ، وعنه في صحيحي البخاري ومسلم عن الزهري» (١).
ومن آثاره كتاب «المعيار والموازنة» في المفاضلة بين علي عليهالسلام والصحابة ، أحياه ونشره المحقق المحمودي رحمهالله.
هلاك ابن أكثم عام (٢٤٢ ه):
قال ابن الوردي : فيها توفي القاضي يحيى بن أكثم التميمي ، وكان من أصحاب الشافعي ، بصيراً بالأحكام. جلس المأمون يوماً مغتاظاً وهو يتمثل قول عمر بن الخطاب : «متعتان كانتا على عهد رسول الله وعلى عهد أبي بكر وأنا أنهى عنهما» ثمّ يقول : ومَن أنت يا جُعَل! حتّى تنهى عمّا فعله رسول الله صلىاللهعليهوآله؟! وكأنّه عزم على النداء بتحليل المتعة. وبلغ ذلك إلى ابن أكثم فدخل عليه متغيراً فقال له المأمون : أراك متغيراً؟! قال : هو غمّ لما يحدث من النداء بتحليل الزنا! يا أمير المؤمنين!
قال : الزنا؟! قال : نعم ، المتعة زناً! قال : ومن أين قلت هذا؟! قال : من كتاب الله حيث قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٢)) ثمّ تساءل : يا أمير المؤمنين ؛ زوجة المتعة ملك يمين؟ قال : لا. قال : فهي الزوجة التي ترث وتورث؟ قال : لا. قال : فقد صار متجاوز هذين من العادين (٣)!
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي الشافعي ٤ : ٦٣ ـ ٧٣.
(٢) المؤمنون : ٥ ـ ٧.
(٣) بل هي زوجة ولا ترث ، فالمتزوج بها ليس من العادين ، ولا دليل لحصر الزوجة في من ترث وتورث. بل هو من التفسير بالرأي الباطل الفاسد.