لا عهد إلّاعهدك ، ولا ولاية لي إلّامن قِبلك ، فوّفقني لإقامة دينك وإحياء سنة نبيك ، فإنك أنت المولى وأنت النصير ونعم المولى ونعم النصير» (١).
وعليه فإباؤه بدعائه هذا كان قد فشا في جماعة من أهل المدينة! ومن التصريح باسم المأمون وتشبيهه بالطواغيت يُعلم أنّ ذلك لم يكن بمحضر المأمون.
تحليلات المأمون لتوليته العهد :
مرّت الأخبار عن إصرار المأمون على إشخاص الرضا عليهالسلام من المدينة إلى مرو عن طريق البصرة والأهواز وفارس ، وليس الكوفة وقم ، ممّا يكشف عن معرفته بمعرفة أهلهما بالرضا عليهالسلام. وأسند الصدوق عن الريان بن الصلت الأشعري القمي أنّ المأمون قال له : لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري! ثمّ أمره أن يقعد بين قوّاده ويحدّثهم بفضل علي عليهالسلام (٢) فهو يعرفه بأنه من أهل قم بما هم عليه من التشيع لأهل البيت عليهمالسلام ، هذا من ناحية.
وأُخرى : ما جاء في الخبر نفسه : أنّ من كان لا يحب عهد المأمون إلى الرضا عليهالسلام من القوّاد أكثروا : أنّ هذا من تدبير الفضل بن سهل ذي الرياستين ، وأكثر بتبعهم عامة الناس في ذلك ، حتّى بلغ ذلك إلى المأمون (٣) فأراد أن يدفع ذلك عن نفسه ويُلقي إلى هؤلاء القميين وأشياعهم مدّعياً إخلاصه في الأمر!
قال ابن الصلت : فبعث إليّ في جوف الليل! فصرت إليه ، فقال لي : يا ريّان ، بلغني أنّ الناس يقولون : إنّ بيعة الرضا كانت من تدبير الفضل بن سهل؟!
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٨ ، ١٩ ، الباب ٣ ، الحديث ١ ، وفي ط : ١٠٠ ـ ١٠١ ، الباب ٣ ، الحديث ١١.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٥٢ ، الحديث ٢٢.
(٣) المصدر : ١٥١.