فاتفقا على خلع المستعين على الأمان له ولأهله وولده وما حوته أيديهم من أملاكهم ، وعلى أن يقيم بواسط العراق ثمّ يرحل فينزل مكة هو ومن شاء من أهله ، فكتب المعتزّ له الشروط على نفسه بعهد يطول ذكره. فخلع المستعين نفسه لأوائل المحرم عام (٢٥٢ ه) وكان أهله وولده في دار الحسن بن وهب ببغداد فحُمل إليهم وجُمع بينه وبينهم (١) ثمّ نُقل من الرصافة إلى قصر الحسن بن سهل ، وأُخذت منه البردة والقضيب والخاتم إلى ابن طاهر (٢) وسعى في الصلح من القضاة القاضي إسماعيل وأشهد عليه القضاة وغيرهم ، ثمّ احدر إلى واسط فأقام بها تسعة أشهر محبوساً موكلاً به (٣) ووُكّل به أحمد بن طولون التركي قبل ولايته مصر.
وانصرف أبو أحمد الموفّق من بغداد إلى سامرّاء ومعه أخو محمد بن عبدالله بن طاهر : عبيد الله يحمل إليه البرد والقضيب والسيف وجوهر الخلافة (؟) وكانت هذه المواريث على يد شاهك الخادم ، فكتب ابن طاهر معه إليه : إنّ من أتاك بإرث رسول الله لجدير أن لا تُخفر ذمته!
فخلع المعتزّ على أخيه الموفّق وتوّجه ووشّحه بوشاحين ، وخلع على قوّاده (٤).
أيام عهد المعتزّ العباسي :
قال اليعقوبي : لمّا علم عمّال البلاد سقوط بغداد وبيعة المستعين ومحمد بن الطاهر الخزاعي (مولاهم) للمعتزّ بايعوا له ، إلّاعمران بن مهران بإصفهان ،
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٧٨.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٢.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٢٠.
(٤) مروج الذهب ٤ : ٧٩.