وقال المسعودي : بل نزل قصر المأمون بأعلى الأرض بين دمشق وداريّا ، فهو يشرف على المدينة وأكثر الغوطة ، ويُعرف بقصر المأمون حتّى اليوم سنة (٣٣٢ ه) ثمّ ذكر شغب الجند معه واجتماعهم وصياحهم بطلب أُعطياتهم حتّى تراموا بالنشّاب وارتفعت إلى رواقه ، فأمر بضرب الطبول للرحيل إلى العراق ، وكانوا يريدون الفتك به (١).
وفي (٢٤٣ ه) أو (٢٤٧ ه) توفي في سامراء إبراهيم بن العباس الصولي شاعر الرضا عليهالسلام مع دعبل الخزاعي وله عطايا منه ، وجمع شعره في عهد المتوكل فأحرقه وبدل اسم ابنيه الحسن والحسين إلى إسحاق والعباس!
ومطلع شعره :
أزالت عزاء القلب بعد التجلد |
|
مصارع أولاد النبي محمد |
ومن رثائه لابنه :
كنت السواد لناظري |
|
فعليك يبكي الناظر |
من شاء بعدك فليمت |
|
فعليك كنت أُحاذر (٢) |
هلاك المعتزلي عمرو بن عُبيد :
الأحداث التي سبقت للمتوكل كانت متتالية متوالية ، وبينها حوادث :
قال المسعودي : كان عمرو بن عُبيد المعتزلي البصري شيخ المعتزلة والمقدم فيها ، وكانت وفاته سنة (٢٤٤ ه).
ثمّ نقل عن «كتاب المجالس» لأبي عيسى محمد بن هارون الورّاق ببغداد (م ٢٤٧ ه) أنّ هشام بن الحكم الكوفي الحرار (؟) من شيوخ «الرافضة» في وقته
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٣٢ ـ ٣٤.
(٢) تحفة الأحباب : ١٦ ، وهدية الأحباب : ٢١٠.