على فرس ، وعلى يساره أخوه عبد الله بن الموفّق وخلفه غلامه بدر ووزيره عبيد الله بن سليمان وابنه القاسم ، وهم في أثر الحسين بن حمدان وأصحابه. ثمّ خلع المعتضِد على ابن حمدان وطوّقه بطوق من ذهب ، وخلع على رؤساء أهله وفرسانه وأصحابه ، وشهرهم في الناس تكريماً وتقديراً لحسن بلائهم وفعالهم ، فعلا بذلك أمرهم وشأنهم (١).
كان ذلك في شرقيّ بغداد ، فلمّا عاد الناس إلى غربيّه تكاثفوا على الجسر فانخسف بهم كرسيّ أعلى الجسر ، وكان تحته زورق مملوء من الناس العابرين ، وسقط الجسر عليهم فغرق ممّن عُرف منهم نحو ألف نفر (٢)!
وأصبح الصفّار من الأنصار :
لمّا غلب المعتضد ببركة الحسين بن حمدان وعسكره على عسكر الشاري الضاري ، وآخرين قبله مثله ، ومنهم رافع بن الليث الصفّار ، رأى أخوه عمرو بن الليث أن يسالم الخليفة ببغداد.
ففي سنة (٢٨٣ ه) وردت بغداد هدايا من قبل عمرو بن الليث : منها مئة من مهارى خراسان وجمّازاتها ، وعليها صناديق كثيرة وفيها أربعة آلاف ألف (ملايين) درهماً ، ومن الجمّازات ما تجرّ عربة على عجلات عليها تمثال صنم من صفر مثال امرأة عليها وشاحان من فضة مرصّعة بالجواهر البيض والحُمر ،
__________________
(١) وكان حمدان قد هرب ، تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٣٤ فعاد إلى المعتضد ببغداد واستأمنه فأمنه. مختصر تاريخ الدول : ١٥٠. وفصّل الطبري ١٠ : ٣٩ ، ٤٠ كيفية حروبه واستجارته وقال : كان معه الأكراد ، وفي : ٤٣ و ٤٤ فصل حرب هارون الشاري واشتراط ابن حمدان على المعتضد.
(٢) مروج الذهب ٤ : ١٦٦.