ودفنه في الجانب الغربيّ من بغداد في شارع الميدان في مسجد درب جَبَلة يمنة الداخل إليه في قبلة المسجد ، في بيت ضيق مُظلم عليه باب إلى جنب محراب المسجد (١) بلا تاريخ.
فروى الصدوق عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري في التعزية بأبيه وفيه : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، تسليماً لأمره ورضاءً بقضائه. عاش أبوك سعيداً ومات حميداً ، فرحمهالله وألحقه بأوليائه ومواليه عليهمالسلام ، فإنه لم يزل مجتهداً في أمرهم ، ساعياً فيما يقرّبه إلى الله عزوجل وإليهم. نضّر الله وجهه وأقاله عثرته».
وفي فصل آخر : «أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء ، رُزئت ورُزئنا ، وأوحشك فراقه وأوحشنا ، فسرّه الله في منقلبه. وكان من كمال سعادته : أن رزقه الله عزوجل ولداً مثلك يخلفه من بعد ويقوم مقامه بأمره ويترحّم عليه! وأقول : الحمد لله ، فإنّ الأنفس طيّبة بمكانك ، وما جعله الله عزوجل فيك وعندك. أعانك الله وقوّاك وعضدك ووفقك ، وكان الله لك ولياً وحافظاً ، وراعياً وكافياً ومعيناً» (٢).
الشيخ محمد الأسدي العَمري :
أسند الطوسي عن عبد الله بن جعفر الحميري : أنّه لمّا مضى الشيخ عثمان أتتنا الكتب بالخطّ الذي كنّا نكاتَب به بإقامة ابنه أبي جعفر محمد مقامه.
منها ما خرج إلى محمد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي وفيه : والابن ـ وقاه الله ـ لم يزل ثقتنا في حياة الأب «رضي الله عنه وأرضاه ونضّر وجهه»
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٥٨.
(٢) كمال الدين : ٥١٠ ، الباب ٤٥ ، الحديث ٤١.