وفاة الإسكافي المعتزلي البغدادي :
قال المسعودي : وفي السنة التي مات فيها أحمد بن حنبل كانت وفاة أبي جعفر محمد بن عبد الله الإسكافي ، وكان من أهل العدل والبحث والنظر (١).
وقال ابن حجر : توفي في (٢٤٠ ه) ونقل عن ابن النديم قال : كان عجيب الشأن في العلم والذكاء والصيانة والنزاهة ونُبل الهمة ، وله مناظرات مع الكرابي وغيره ، وكان المعتصم يعظّمه ، وبلغ في مقدار عمره ما لم يبلغه أحد ، وأصله من سمرقند (٢) والإسكاف بين بغداد وواسط.
وينقل عنه ابن أبي الحديد كثيراً ، وقال فيه : عدّه قاضي القضاة (عبد الجبار المعتزلي) في الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة .. وكان أبو جعفر عالماً فاضلاً ، وصنّف سبعين كتاباً في الكلام ، ونقض «كتاب العثمانية» للجاحظ البصري ، وبلغه فحمله إلى بغداد ودخل سوق الورّاقين بها يسألهم : من هذا الغلام السوادي (العراقي) الذي بلغني أنّه تعرّض لنقض كتابي؟! وكان الاسكافي في السوق فاختفى! وكان علوي الرأي منصفاً محققاً قليل العصبية ويقول بالتفضيل ويبالغ في ذلك كما عليه معتزلة بغداد.
وقال : «وكان من المتحققين بموالاة علي عليهالسلام والمبالغين في تفضيله ، بل أشدهم قولاً في ذلك وأخلصهم فيه اعتقاداً ، وذكر : «أنّ معاوية وضع قوماً من «الصحابة» والتابعين لرواية أخبار في علي عليهالسلام قبيحة تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم جَعلاً يُرغب في مثله! فاختلقوا ما أرضاه! منهم أبو هريرة
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٢٠ ، ٢١.
(٢) لسان الميزان ٥ : ٢٢١.