غارة الروم على مصر :
لمّا فوّض المتوكل مصير مصر إلى وليّ عهده الأول ابنه محمد المنتصر ، صيّر أعمال مصر في سنة (٢٣٧ ه) إلى عنبسة بن إسحاق الضبّي ، وبعد شهور (دخلت سنة ٢٣٨ ه) فأغار الروم «بخمسة وثمانين» مركب حربيّ بحري على موانئ دِمياط بقيادة فيتوپاريس ، فقتلوا خلقاً من المسلمين وأحرقوا ألفاً وأربعمئة منزل وتهارب الناس فغرق في البحر نحو ألفين ، وسبوا نساءً من المسلمات ألفاً وثمانمئة ، ومن القبط ألفاً ومن اليهود مئة امرأة! وأقاموا يومين ينهبون ثمّ انصرفوا (١).
وقال ابن العبري : في سنة (٢٣٨ ه) جاءت من الروم «ثلاثمئة مركب» بثلاثة قوّاد (كل قائد لمئة مركب) وإنما أناخ منهم قائد بمئة مركب بدمياط (وحرسهم سائرهم) وكان بينها وبين الشطّ شبه البحيرة ماؤها إلى الصدور فمن جازها إلى الأرض أمن من مراكب البحر ، فجازه قوم من المسلمين فسلموا ، وغرق كثير من النساء والصبيان! فوصل الروم ودمياط فارغة من الجند فنهبوا وأحرقوا وسبوا من النساء المسلمات والذميات نحو ستمئة امرأة! وأحرقوا الجامع. ورجعوا ولم يعرض لهم أحد (٢) وأرى ابن العبري حاول التقليل من جرائم الروم!
واكتفى السيوطي بالقليل فقال : في سنة (٢٣٨ ه) كبس الروم دمياط فنهبوا وأحرقوا وسبوا منها ستمئة امرأة وولّوا مسرعين (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٨.
(٢) مختصر تاريخ الدول لابن العبري : ١٤٣.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٠٨.