ولذا قال المحقق الرباني في ترجمة الصدوق : لم يعيّن أحد ممن ترجم له سنة ولادته ، فلا نعلمها على التحقيق ، ولكن الذي يستفاد من أخباره والنجاشي والطوسي : أنها كانت بعد وفاة الشيخ العمري الثاني سنة (٣٠٥ ه) في أوائل سفارة الثالث : ابن روح النوبختي (١).
تبادل الأسرى والتهدئة مع الروم :
وفي سنة (٣٠٥ ه) وصل رسولان من ملك الروم (؟) إلى بغداد يطلبان الهدنة وفداء الأُسراء ، فاكرما وادخلا إلى الوزير (علي بن محمد بن الفرات في وزارته الثانية) وهو على أتمّ هيئته ، فأدّيا إليه الرسالة. ثمّ ادخلا إلى المقتدر وقد اصطفّت الأجناد بالسلاح والعتاد والزينة التامة ، فأدّيا إليه الرسالة. فأجابهما المقتدر إلى ما طلب منه ملك الروم (؟) من فداء الأُسراء (والهدنة) وسيّر معهما مؤنس الخادم بمئة وعشرين ألف دينار لفداء الأُسراء المسلمين (٢).
وفصّل ابن الوردي قال : اصطفّ الجنود بالأسلحة وأنواع الزينة مئة وستون ألفاً! ما بين خيّالة ورجّالة ، وأُوقف الغلمان بالمناطق والأحزمة المحلّاة بالزينة ، وأُوقف الخدّام الخصيان كذلك أربعة آلاف خادم أبيض وثلاثة آلاف خادم أسود! وأُوقف الحُجّاب وهم سبعمئة! وسُيّرت المراكب في دجلة بأعظم زينة! وزُيّنت دار الخلافة باثني عشر ألف وخمسمئة ديباج مذهّب ، واثنين وعشرين ألف بساط ، ومئة سبع مع كل سبع سبّاع!
وكان من الزينة شجرة من ذهب وفضَّة لها ثمانية عشر غصناً ، وأوراقها
__________________
(١) مقدمة معاني الأخبار : ٧٣.
(٢) تاريخ مختصر الدول : ١٥٥ ، ١٥٦.