وكان للشيخ أحمد بن علي السيرافي البصري من كتبه : كتاب أخبار الوكلاء الأربعة (١) فنقل الطوسي عنه عن ابن سورة عن ابن الدلّال وابن الصائغ القمّيين : أنّ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كان قد تزوّج بابنة عمّه محمد بن موسى ، فلم يُرزق منها ولداً (فلمّا توفي الشيخ العمري وتوكَّل النوبختي) كتب إليه يسأله أن يسأل الحجة أن يدعو له الله أن يرزقه أولاداً فقهاء! فجاءه الجواب : «إنّك لا تُرزق من هذه! وستملك جارية ديلمية وتُرزق منها ولدين فقيهين» فرُزق محمداً (الصدوق) والحسن والحسين ، فأصبح محمد والحسين فقيهين ماهرين ، والحسن الأوسط كان عابداً زاهداً منحازاً عن الناس (٢).
أما الصدوق نفسه فاكتفى بالحديث عن محمد بن علي الأسود القمي قال : بعد موت محمد العمري سألني (أبوك) علي بن الحسين بن موسى بن بابويه : أن أسأل أبا القاسم الروحيّ أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليهالسلام أن يدعو له الله عزوجل أن يرزقه ولداً ذكراً! (وليس أولاداً فقهاء) قال الأسود القمي : فسألت (الشيخ النوبختي) فأنهى ذلك (إلى الحجّة) وبعد ثلاثة أيام أخبرني : أنّه عليهالسلام قد دعا لعليّ بن الحسين ، وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به ، وبعده أولاد! قال : فولد لعليّ بن الحسين (أنت وبعدك أولاده إخوانك).
قال الأسود القمي : وكنت سألته لنفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولداً ذكراً! فأجابني : ليس إلى هذا سبيل! فوُلد لابن بابويه ولم يولد لي (٣).
__________________
(١) رجال النجاشي : ٨٦ برقم ٢٠٩ وهو شيخ النجاشي.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، الحديث ٢٦١ عن كتاب أخبار الوكلاء الأربعة للسيرافي البصري.
(٣) كمال الدين : ٥٠٢ ، الحديث ٣١ ، باب التوقيعات.