فقال عليهالسلام : إنّ غطاء العين لا يمنع من الذكر ، فالذكر لا يرى بالعين ، ولكن الله شبّه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام بالعميان ، لأنهم كانوا يستثقلون قول النبيّ فيه فلا يستطيعون سمعه! فقال المأمون : فرّجت عنّي فرج الله عنك!
وسأله عن قوله الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (١)).
فقال عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى قبل خلق السماوات والأرض خلق العرش والماء والملائكة ، فكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش وبالماء على الله عزوجل. ثمّ جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فيعلموا أنّه على كل شيء قدير. ثمّ رفع العرش بقدرته وجعله فوق السماوات السبع ، ثمّ خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وكان قادراً على أن يخلقها في طرفة عين ولكنّه تعالى خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء فتستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى مرة بعد مرة ، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه فهو غنيّ عن العرش وعن جميع ما خلق ، ولا يوصف بالكون على العرش فهو ليس بجسم ، تعالى الله عن صفة خلقه علواً كبيراً ، خلقهم ليبلوهم بتكليفهم بطاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة (٢).
مسائل في الأوصاف ، مع الرضا عليهالسلام :
أسند الصدوق عن ابن أبي نصر البزنطي : أن سُمعة علم الرضا عليهالسلام بلغت بلاد ماوراء النهر ، فجاء منهم قوم إليه وقالوا له : جئناك نسألك عن ثلاث مسائل ، فإن أجبتنا فيها علمنا أنك عالم! ثمّ قالوا :
__________________
(١) هود : ٧.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٣٤ و ١٣٥ ، الحديث ٣٣.