تعالى : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ (١)) فكيف يجوز أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به؟!
قال يحيى : وروي أنه قال : لو نزل العذاب لما نجى منه إلّاعمر!
فقال عليهالسلام : وهذا مُحال أيضاً ؛ لأنّ الله تعالى يقول : (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٢)) فأخبر أنه لا يعذِّب أحداً مادام فيهم رسول الله وماداموا يستغفرون (٣).
انفرد به الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي (م ٦٢٠ ه تقريباً) ولم يذكر سنده بعد ما قال في مقدمته لكتابه : «ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار باسناده ؛ إما لوجود الإجماع عليه ، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المؤالف والمخالف ، أو لموافقته لما دلت العقول عليه» وهذا الأخير يصدق هنا ، فإنّ أكثر ما ذكر ابن أكثم من المرويات الأُموية في فضل الشيخين في هذا الخبر ، مردود بما دلّ العقل على بطلان النقل وفساده في الدين كتاباً وسنة.
غزوات المأمون للرومان :
قال الطبري : ثمّ سلك المأمون طريق الموصل حتى صار إلى مَنبج ثمّ دابق ثمّ أنطاكية ثمّ المصّيصة ثمّ دخل من طرسوس إلى بلاد الروم للنصف من جُمادى الأُولى ، فافتتح حصناً يقال له ماجدة! فمنّ عليهم وخلّاهم ، ثمّ حاصر حصناً يقال له قُرّة حتى فتحه عنوة في (٢٥) جمادى الأُولى. ووجّه بقائدَين من قوّاده :
__________________
(١) الحج : ٧٥.
(٢) الأنفال : ٣٣.
(٣) الاحتجاج ٢ : ٢٤٥ ـ ٢٤٩. وعليه تعاليق المحقّق السيّد الخرسان عن الأميني في الغدير مناقشة لهذه المرويّات.