وفي ليلة الجمعة اغتسلت ولبست ملابس جديدة وتطيّبت ، ثمّ صلّيت صلاة الليل وسجدت سجدة الشكر ثمّ جثوت على ركبتيّ ودعوت الله بالدعاء. فلما أمسيت ليلة السبت أتاني وقال لي : يا محمد ، قد أُجيبت دعوتك عند فراغك من الدعاء وقُتل عدوّك (؟) بيد مَن وَشى بك إليه (ابن طولون).
قال : فلما أصبحت ودّعت سيدي الحسين عليهالسلام وخرجت إلى مصر ، فلما بلغت الأُردن رأيت رجلاً مؤمناً من جيراني بمصر فحدّثني أن أحمد بن طولون قد قبض ليلة الجمعة على خصمي (؟) فلم يصبح حتى ذبح من قفاه! وأُمر به فطُرح في النيل. وكان ذلك عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي عليهالسلام (١).
أول شأن المهدي الإسماعيلي ؛ والقرمطي؟ :
في سنة (٢٧٠ ه) ظهرت من اليمن دعوة عبيد الله المهدي الفاطمي الإسماعيلي ، وفي (٢٦٨ ه) حجّ فالتقى بقبيلة كَتامة من مصر فصحبهم إلى مصر ، ثمّ صحبهم إلى المغرب إذ رأى منهم طاعة وقوة.
وفيها بالكوفة ظهر المدعو بالقرمطي ، وكان كيسانياً! يزيد في أذانه : وأن محمد بن الحنفية رسول الله! ويصلّي ويحج إلى بيت المقدس! وإنّما يصوم النوروز والمهرجان (٢)! كما ذكره السيوطي.
وسبقه ابن الأثير فذكر قبلتهم بيت المقدس ، إلّاأنّه ذكر لهم أذاناً يذكرون فيه كل أُولي العزم ، وذكر لهم صلاة خاصة! وأنّ عطلتهم كانت يوم الاثنين لا الجمعة ولا السبت ولا الأحد (٣)! وذكر ظهورهم بسواد الكوفة في سنة
__________________
(١) بحار الأنوار ٥١ : ٣٠٧ عن مهج الدعوات لابن طاووس.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٢٨.
(٣) الكامل في التاريخ ٦ : ٧٠.