المجوسي (أبوه) فقال له المتوكل : هذه الليلة اهجِم عليه وخذ ما تجد عنده من الأموال والسلاح واحمله إليّ.
فكان سعيد يقول : لمّا كان الليل حملت معي سلّماً وصرت إلى داره وصعدت السطح ، وكان الليل مظلماً فناداني : يا سعيد مكانك حتّى يأتوك بشمعة! فلم ألبث أن أتوني بها ونزلت فرأيته عليه جبة صوف وقلنسوة (كلاه شب / قبعة الليل) وهو على حصير وبين يديه سجّادة! تدل أنّه كان يصلّي ، فلمّا رآني قال لي : دونك البيوت.
فدخلتها وفتّشتها فلم أجد فيها شيئاً إلّابدرة بخاتم لشجاع أُم المتوكل.
فلمّا صرت به إلى المتوكل ونظر إلى خاتم أُمه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه وقالت له : في علتك لمّا أيست منك نذرت إن عوفيت حملت إليه من مالي عشرة آلاف دينار ، فحملتها إليه ، وهذا خاتمي على الكيس! فضمّ إلى البدرة بدرة أُخرى وأمرني بحملها له فحملته له وقلت له : يا سيدي لقد عزّ عليَّ! فتلا قوله سبحانه : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (١)).
علي بن جعفر البرمكي والمتوكل :
كان علي بن جعفر رجلاً من أهل همينيا من قرى سواد بغداد ، ولذا كان يُنسب إلى القرية فيقال له الهُماني ، وكان قد تعرّف على الجواد فالهادي عليهماالسلام حتّى توكّل له في عهد المتوكل العباسي فسعى عليه لديه الفتح بن خاقان عمّ وزير المتوكل عبيد الله بن يحيى بن الخاقان ، فحبسه وطال حبسه.
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٤٩٩ ، ٥٠٠ ، الحديث ٤ ، باب مولد الهادي عليهالسلام ، والآية من الشعراء : ٢٢٧.