وقال : طرح الملاهي وحرّم الغناء ، وحسم أصحاب السلطان عن الظلم ، وضرب عليه جماعة من الرؤساء. وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين ، يجلس بنفسه للمظالم الاثنين والخميس! ثمّ يجلس بنفسه ويُجلس الكتّاب بين يديه فيعملون حسابهم. وكان قاضيه جعفر بن عبد الواحد نقل له قولاً عن أحمد بن حنبل وأشار إلى مخالفة آبائه إياه ، فقال : رحم الله أحمد بن حنبل ، ولو جاز لي أن أتبرّأ من أبي لفعلت! ونُسب عنده جعفر بن محمود إلى «الرفض» فكره مقامه معه بسامرّاء! فنفاه إلى بغداد (١).
ابن وصيف والمهتدي والعسكري عليهالسلام :
صالح بن وصيف كان بعد أبيه مع المعتز ثمّ مع المهتدي وقُتل قبله ، وقد ورد في الخبر أنّ العسكري عليهالسلام سُجن عنده بلا تاريخ له ، فهنا قبل أن نصل إلى مقتله في آخر عهد المهتدي نقف عند هذا الخبر الذي أسنده الكليني عن علي بن عبدالغفار : أنّ صالح بن وصيف لمّا حبس أبا محمد العسكري عليهالسلام دخل عليه صالح بن علي (؟) والعباسيون المنحرفون عن هذه الناحية (الإمامة) يؤكّدون عليه بأن يشدّد على أبي محمد عليهالسلام.
فقال لهم صالح : قد وكّلت به رجلين من شرّ من قدرت عليه (٢)! فصارا من
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٢٣ فالسيوطي يحسب شدة وطأته على «الرافضة» من محاسنه!
(٢) نقله الحلبي في المناقب ٤ : ٤٦٢ فسمّاهما! اقتامش وعلي بن بارمش أو تارمش ، وبذلك انحلّت معضلة خبر الكافي ١ : ٥٠٨ ، الحديث ٨ ، باب مولد العسكري عليهالسلام عن العلوي قال : حُبس أبو محمد عند علي بن اوتارمش وهو أنصب الناس وأشدهم على