المأمون ، والنضر النحوي البصري :
مرّ بعض أخبار الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري ، ومن أصحابه النضر بن شُميل بن خرشة النحوي البصري ، وكان في البصرة فقيراً فاجتذبه المأمون إليه إلى مرو.
قيل : لما خرج من البصرة إلى خراسان طلع لوداعه نحو من ثلاثة آلاف (؟!) فلما ودّعهم قال لهم : والله لو وجدت كل يوم كليجة باقلّاء ما فارقتكم! ثمّ حظى عند المأمون فتموّل وأثرى.
وكان المأمون أحياناً يزاول الحديث ، وكان قد سمع من هيثم بن بشر المحدّث : عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «إذا تزوّج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان له سداد من عوَز» فقرأ السَداد بفتح السين. وكان النضر حاضراً فأعاد الحديث وكسر السين! فاستوى المأمون جالساً وقال له : تلحّنني يا نضر؟! فقال : إنّ هشيماً كان لحاناً ، فتبع أمير المؤمنين لفظه! قال : فما الفرق بينهما؟ قال : السَداد بالفتح : القصد في السبيل والدين ، وكلّ ما سددت به شيئاً فهو سِداد بالكسر ، وهي البلغة ، وأنشد :
أضاعوني ، وأيّ فتىً أضاعو |
|
ليوم كريهة وسِداد ثغرِ |
فأمر له المأمون بخمسين ألف درهم! فتموّل وأثرى ، وتوفى في سنة (٢٠٤ ه) (١).
وفات الشافعيّ بالفُسطاط :
وفيها أيضاً (٢٠٤ ه) مات الشافعي محمد بن إدريس بفُسطاط القديمة
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٦ ـ ٢٠٧ وبقية الخبر في تاريخ الخلفاء للسيوطي عن ابن عساكر : ٣٥٧ ـ ٣٧٧.