إلّا بالحق! فلمّا أجمعوا على ذلك ، أمر بردّ فدك على ولد فاطمة وكتب بذلك ، فسُلّمت لهم إليهما (١) لسنة (٢١٨ ه) ، بلا مراجعة الجواد عليهالسلام كما مرّ ، فلعلّهما كانا من الزيدية.
تلك كانت رواية اليعقوبي مرسلة ، وأسند المعتزلي عن الجوهري البصري بسنده قال : جلس المأمون للمظالم ، فأول رقعة وقعت في يده نظر فيها فبكى! وكان كاتبها قد وقّع فيها : وكيل فاطمة عليهاالسلام! فقال المأمون للذي على رأسه : نادِ : أين وكيل فاطمة؟ فنادى. فقام شيخ في خفّ تَعزيّ ودُرّاعة وعِمامة فتقدم إليه وأخذ يحتجّ على المأمون والمأمون يناظره في فدك ، ثمّ أمر أن يسجّل لهم بها ، فكُتب السجلّ وقرئ عليه فوقّع فيه وأنفذه ، فصارت في أيديهم (؟).
وكان دعبل حاضراً فقام إلى المأمون وأنشده أبياتاً أوّلها :
أصبح وجه الزمان قد ضحكا |
|
بردّ مأمونِ هاشمٍ فدكا (٢)! |
المأمون وخلق القرآن :
قال اليعقوبي : في سنة (٢١٨ ه) صار المأمون إلى دمشق .. ونزع المقاصير من المساجد الجامعة وقال : هذه سنّة! أحدثها معاوية!
وكتب في إشخاص الفقهاء من العراق وغيرها فامتحنهم في خلق القرآن ، وكفّر من يمتنع أن يقول : القرآن غير مخلوق ، وكتب أن لا تُقبل شهادته! فقال الكل بذلك إلّانفراً يسيراً (٣)!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٦٩ ضمن حوادث عام (٢١٨ ه).
(٢) شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢١٧ عن الجوهري البصري (م ٣٣٣ ه) ولم نعثر على سائرها.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٦٧ ـ ٤٦٨.