الأتراك بقتل أبيه فدسّوا إلى الطبيب ابن طيفور ثلاثين ألف دينار لذلك ، ففصده أو غلامُه بريشة مسمومة فمات (١).
خلافة أحمد المستعين :
قال اليعقوبي : لما توفي المنتصر استوحش الأتراك وخشوا من ولد المتوكل (أُخوة المنتصر) فأشار عليهم أحمد بن الخصيب (الجرجاني) أن يبايعوا أحمد بن محمد ابن المعتصم فبايعوه (وقدّموه للصلاة على المنتصر) ولذا غلب على أمره اوتامش التركي وكاتبه شجاع بن القاسم ، واستوزروا أحمد بن الخصيب. وذلك يوم وفاة المنتصر (٥ ربيع الآخر) سنة (٢٤٨ ه) (٢).
وأُمه أُم ولد صقلبية (من زاگرب) تدعى مخارق (٣) فكان ألثغ وأبيض وبوجهه أثر جدري (٤).
وفي هذه السنة (٢٤٨ ه) استضعف بنو ربيعة بديارهم الخلافة فخرجوا مع أبي العمود الشاري. فوجّه المستعين إليه بجيش مع بلكاجور الفرغاني ، فقاتله فقتله وفرّق جمعه بديار ربيعة.
ومات بخراسان في هذه السنة (٢٤٨ ه) في رجب طاهر بن عبد الله الخزاعي (مولاهم) وكان قد أوصى إلى ابنه محمد فكتب المستعين إليه بولايته على خراسان وهو حدث السن ، فتحرك خوارج خراسان وكثروا حتى كادوا أن يغلبوا على سجستان ، فتقدم يعقوب بن الليث الصفار من أهل البأس والنجدة إلى
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤١٨.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٣ : ٤٩٤.
(٣) مروج الذهب ٤ : ٦٠.
(٤) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤١٩ وقال : أحمد بن المعتصم.