وقعد على صدره واحتزّ رأسه وحمله معه إلى المعتزّ بالله! وترك جثته على الطريق فدفنه الناس! وذلك في أوائل شوال سنة (٢٥٢ ه) وله (٣٥) عاماً (١) ثمّ أمر المعتز بدفن رأسه (٢).
وبعد دخول أبي أحمد الموفق بن المتوكل إلى سامراء وما قوبل به من الإكرام لمحاربته للمستعين ببغداد وانتصاره عليه. وبعد قتل أخيه المؤيّد وهما لأب وأُم ، حبسه المعتزّ أيضاً وضيّق عليه ، ثمّ نُفي إلى البصرة بعد منتصف شهر رمضان سنة (٢٥٢ ه) أي بعد قتل المؤيد بخمسين يوماً وبعد إكرامه بستة أشهر (٣).
تمام خبر إسماعيل الحسني بمكة :
قال المسعودي : في سنة (٢٥٢ ه) مات إسماعيل بن يوسف (الحسني) الذي غلب على مكة ، فخلفه بعد وفاته أخوه الأكبر منه بعشرين سنة محمد بن يوسف (الحسني). فبعث المعتزّ إليه بأبي الساج الأشروسني فقاتله فقتل من أصحابه خلقاً ثمّ هرب (٤) ولمّا انكشف من بين يدي أبي الساج سار إلى اليمامة فالبحرين فغلب عليها (٥).
وكان قد عصى عيسى بن الشيخ الشيباني وأراد أن يعود إلى الطاعة والتزلف إلى الخلافة ، وكان قد خرج من الحجاز إلى مصر رجال من آل أبي طالب من ولد عقيل وجعفر وعلي عليهالسلام من الجهد النازل بهم بالحجاز ، فقبض الشيباني
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٧٩.
(٢) تاريخ مختصر الدول : ١٤٧.
(٣) مروج الذهب ٤ : ٩٠.
(٤) المصدر السابق ٤ : ٩١.
(٥) المصدر السابق ٤ : ٩٤ وتمامه : وخلّفه بها عقبه المعروفون ببني الأخضر.