بقواته على ستة وسبعين رجلاً منهم وحملهم معه إلى المعتز مع مال كثير ، فقدم بهم سامراء في هذه السنة (٢٥٢ ه) فلمّا وقف المعتز على أمرهم أمر بأخذ الكفلاء منهم وتخلية سبيلهم! وولّى عيسى الشيباني على فلسطين (١).
وتوفي في بغداد محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي (مولاهم) في أواخر سنة (٢٥٣ ه) فكتب المعتزّ إلى أخيه عبيد الله بولايته على ما كان لأخيه من الشرطة وغيرها. وكان طاهر بن محمد بن عبد الله على خراسان فلم يقبل بنصب عمّه عبيد الله ، وكان عنده عمّه الآخر سليمان بن عبد الله فصيّره في خلق كثير من جنود خراسان إلى سامرّاء ، فخلع عليه المعتزّ وأمره بالرجوع إلى بغداد ، فقدمها منتصف ربيع الآخر (٢٥٤ ه).
وكان عيسى بن الشيخ الشيباني لجأ إلى يزيد بن عبد الله في مصر ، فلمّا وجّه المعتزّ قائداً من الأتراك إلى مصر لبيعته بها ، بايعه يزيد بن عبد الله ومعه عيسى بن الشيخ. ثمّ صار إلى فلسطين وصاهر في بني كلب وجمع إليه خلقاً من ربيعة ووجد بها أموالاً حُملت من مصر فصادرها وفرض فروضاً على العرب واستولى على رملة وبنى له حصناً خارجها سمّاها الحسامي.
وخرج بديار ربيعة من بني شيبان أيضاً أبو صالح مساور بن عبد الحميد وصار إلى الموصل فطرد عاملها ، ثمّ سار إلى سامراء حتى نزل بالمحمدية على ثلاثة فراسخ من قصور الخليفة ، وكلّما ارسل إليه قائد ومعه جيش هزمهم حتى كثف جمعه واشتدت شوكته.
فلمّا كثر الاضطراب تأخرت أموال البلدان ونفد ما في بيوت الأموال ، فوثب الأتراك بكرخ سامراء يطالبون بأرزاقهم ، فخرج إليهم وصيف يسكّنهم
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٩١.