وأقام في بلاد الديلم والجيل سنين وأكثرهم على الجاهلية والمجوسية ، فدعاهم إلى الإسلام فاستجابوا له وأسلموا ، فبنى لهم في بلادهم المساجد (١).
وقال السيوطي : في سنة (٣٠٢ ه) أسلم الديلم على يد الحسن بن علي الأُطروش ، وكانوا مجوساً.
قال : وفي هذه السنة ولي وزارة المقتدر علي بن عيسى الجرّاح ، فأبطل عن الناس من المكوس ما يعادل في العام خمسمئة ألف دينار! وأبطل الخمور! وسار بالتقوى والعدل والعفّة.
وركب المقتدر فظهر للناس لأول مرة من قصره إلى الشماسية ببغداد ، فختن خمسة من أبنائه وحشر معهم طائفة من الأيتام وأحسن إليهم ، فغرم على ذلك ستمئة ألف دينار (٢).
دخول النسأي إلى الشام وقتله :
قال ابن الوردي : في سنة (٣٠٣ ه) دخل أحمد بن علي النسأي إلى دمشق فامتُحن في معاوية! طُلب منه أن يروى شيئاً من فضائله فقال : ما يرضى معاوية أن يكون رأساً برأس حتى يُفضَّل؟! فأوقعوا به مكروهاً؟! فحُمل إلى مكة وتوفي بها في هذه السنة ودفن في المَسعى ، وهو صاحب كتاب السنن إمام حافظ محدّث (٣) وكتابه في السنن أحد الصحاح الستّ. حكى : أنه لما أتى دمشق وكتب كتاب «خصائص أمير المؤمنين» قيل له : لِمَ لا صنّفت في فضائل الشيخين؟! فقال : دخلت دمشق فوجدت الكثير بها منحرفاً عن علي عليهالسلام فصنّفت كتاب
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٣١٧.
(٢) تاريخ السيوطي : ٤٤٢.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٤٥.