وجماعة من الطالبيين والهاشميين والقواد حضور ، فلمّا دخل الرضا عليهالسلام قام المأمون فقام محمّد بن جعفر وبنو هاشم حتّى جلس الرضا مع المأمون وأمرهم بالجلوس فجلسوا. وأقبل المأمون عليه يحدّثه (١).
مناظرة الرضا مع الجاثليق :
ثمّ التفت إلى الجاثليق وقال له : يا جاثليق ، هذا ابن عمي علي بن موسى بن جعفر ، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا وابن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم. فأُحبّ أن تكلمه أو تحاجّه وتنصفه!
فقال الجاثليق : يا أمير المؤمنين ، كيف أُحاج رجلاً يحتج عليَّ بكتاب أنا منكره ونبيّ أنا لا أُؤمن به؟!
فقال له الرضا عليهالسلام : يا نصراني ؛ فإن احتججت عليك بإنجيلك أتُقرّ به؟
قال الجاثليق : وهل أقدر على دفع ما نطق به الانجيل؟! نعم والله أقُرّ به على رغم أنفي!
فقال له الرضا عليهالسلام : فاسأل عما بدا لك واسمع الجواب.
فقال الجاثليق : ما تقول في نبوة عيسى وكتابه؟ فهل تنكر منهما شيئاً؟
قال الرضا عليهالسلام : أنا مقرّ بنبوة عيسى وكتابه وما بشّر به امته وأقَرّ به الحواريّون ، وكافر بنبوة كل عيسى لم يقرّ بنبوة محمّد وبكتابه ولم يبشّر به أُمته!
قال الجاثليق : أليس إنّما نقطع الأحكام بشاهدَي عدل؟ قال : بلى. قال : فأقم شاهدَين من غير أهل ملتك على نبوة محمّد ممّن لا تنكره النصرانية ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٥٤ ـ ١٥٦.