وكان من شدة ولائه لعلي عليهالسلام وسعة صدره أنه كان يبلغه أن كثيراً من العصابة يقعون فيه وحتى أنهم يتّهمونه بالزندقة! ويذكرونه بغير الجميل! فيقول : أُشهدكم أن كل من له في أمير المؤمنين نصيب ، فهو في حلّ مما قال (١)!
وكتب عبد العزيز بن المهتدي القمي بعد وفاة يونس إلى الجواد عليهالسلام : ما تقول في يونس بن عبد الرحمن؟ فكتب إليه بخطّه : أحِبّه وترحّم عليه. وإن كان يخالفك أهل بلدك (٢)!
ومنهم أحمد بن محمد بن عيسى ، ولكنّه رأى رؤيا فتاب واستغفر الله من وقيعته في يونس (٣).
وفاة حمّاد بن عيسى الجهني البصري :
كان من جهينة الكوفة ثمّ انتقل إلى البصرة ، وعاش سبعين أو تسعين سنة إلى ما (بعد) الرضا عليهالسلام وتوفي في (٢٠٩ ه) (٤).
بعد انتقاله من الكوفة إلى البصرة خرج مع عبّاد بن صهيب البصري إلى الديار المقدسة ، يسمعان من الصادق عليهالسلام ، فحفظ عبّاد مئتي حديث ، وحفظ حمّاد سبعين حديثاً. قال حماد : فلم أزل أشك حتى اقتصرت على عشرين منها لم تدخلني الشكوك فيها. وإنما يشك في حفظه لا في صحتها.
ودخل على الكاظم عليهالسلام في حجة له قال : فقلت له : جعلت فداك! ادع الله لي أن يرزقني داراً ، وزوجة ، وولداً ، وخادماً ، والحجّ كل سنة! فقال : اللهمّ صلّ
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٤٨٨ ، الحديث ٩٢٠ و ٩٢٨ و ٩٢٩.
(٢) المصدر السابق : ٤٨٩ ، الحديث ٩٣١.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٤٩٦ ، الحديث ٩٥٢.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٣١٧ ، ذيل الحديث ٥٧٢.